الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الدر المنثور في التفسير بالمأثور (نسخة منقحة)
.تفسير الآيات (31- 45): {سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلَانِ (31) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (32) يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ (33) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (34) يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ وَنُحَاسٌ فَلَا تَنْتَصِرَانِ (35) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (36) فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ (37) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (38) فَيَوْمَئِذٍ لَا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلَا جَانٌّ (39) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (40) يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالْأَقْدَامِ (41) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (42) هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ (43) يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آَنٍ (44) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (45)}أخرج عبد بن حميد وعبد الرزاق وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه {سنفرغ لكم أيها الثقلان} قال: قددنا من الله فراغ لخلقه.وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الضحاك رضي الله عنه {سنفرغ لكم أيها الثقلان} قال: وعيد.وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {سنفرغ لكم أيها الثقلان} قال: هذا وعيد من الله لعباده وليس بالله شغل، وفي قوله: {لا تنفذون إلا بسلطان} يقول: لا تخرجوا من سلطاني.وأخرج البزار والبيهقي عن طلحة بن منصور ويحيى بن وثاب رضي الله عنه أنهما قرآ {سيفرغ لكم}.وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه {لا تنفذون إلا بسلطان} قال: إلا بملكة من الله.وأخرج ابن أبي الدنيا في هواتف الجان عن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه قال: كان سبب إسلام الحجاج بن علاط أنه خرج في ركب من قومه إلى مكة، فلما جن عليه الليل استوحش فقام يحرس أصحابه ويقول: أعيذ نفسي وأعيذ أصحابي من كل جني بهذا النقب حتى أن أعود سالماً وركبي، فسمع قائلاً يقول {يا معشر الجن والإِنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان} فلما قدم مكة أخبر بذلك قريشاً فقالوا له: إن هذا فيما يزعم محمد أنه أنزل عليه.وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {يرسل عليكما شواظ من نار} قال: لهب النار {ونحاس} قال: دخان النار.وأخرج ابن الأنباري في كتاب الوقف والابتداء والطستي والطبراني عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له: أخبرني عن قوله: {يرسل عليكما شواظ من نار} قال: الشواظ اللهب الذي لا دخان له. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم أما سمعت أمية بن أبي الصلت الثقفي وهو يقول:قال: فأخبرني عن قوله: {ونحاس} قال: هو الدخان الذي لا لهب فيه. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم أما سمعت الشاعر وهو يقول: وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه {يرسل عليكما شواظ من نار} قال: لهب من نار.وأخرج هناد وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه {يرسل عليكما شواظ من نار} قال: هو اللهب الأحمر المنقطع منها، وفي لفظ قال: قطعة من نار حمرة {ونحاس} قال: يذاب الصفر فيصب على رؤوسهم.وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة رضي الله عنه {يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس} قال: واديان فالشواظ واد من نتن والنحاس واد من صفر والنتن نار.وأخرج ابن أبي شيبة عن الضحاك رضي الله عنه في قوله: {يرسل عليكما شواظ من نار} قال: نار تخرج من قبل المغرب تحشر الناس حتى أنها لتحشر القردة والخنازير، تبيت حيث باتوا، وتقيل حيث قالوا.وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {ونحاس} قال: هو الصفر يعذبون به.وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه {فلا تنتصران} يعني الجن والإِنس.وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {فإذا انشقت السماء فكانت وردة} يقول: حمراء {كالدهان} قال: هو الأديم الأحمر.وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {فكانت وردة كالدهان} قال: مثل لون الفرس.وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الضحاك رضي الله عنه {فكانت وردة كالدهان} قال: حمراء كالدابة الوردة.وأخرج عبد بن حميد عن أبي الجوزاء رضي الله عنه {فكانت وردة كالدهان} قال: وردة الجل {كالدهان} قال: كصفاء الدهن، ألم تر العربي يقول: الجل الورد.وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن عطاء {فكانت وردة كالدهان} قال: لون السماء كلون دهن الورد في الصفرة.وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة {فإذا انشقت السماء فكانت وردة كالدهان} قال: هي اليوم خضراء كما ترون، وإن لها يوم القيامة لوناً آخر.وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله: {فكانت وردة كالدهان} قال: كالدهن.وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن الضحاك رضي الله عنه في قوله: {فكانت وردة كالدهان} قال: صافية كصفاء الدهن.وأخرج محمد بن نصر عن لقمان بن عامر الحنفي «أن النبي صلى الله عليه وسلم مرّ بشاب يقرأ {فإذا انشقت السماء فكانت وردة كالدهان} فوقف فاقشعرّ وخنقته العبرة يبكي ويقول: ويلي من يوم تنشق فيه السماء، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا فتى فوالذي نفسي بيده لقد بكيت الملائكة من بكائك».وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {فيومئذ لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جان} قال: لا يسألهم هل عملتم كذا وكذا لأنه أعلم بذلك منهم ولكن يقول: لم عملتم كذا وكذا؟وأخرج ابن جرير وابن مردوية عن ابن عباس رضي الله عنهما {فيومئذ لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جان} يقول: لا أسألهم عن أعمالهم، ولا أسأل بعضهم عن بعض، وهو مثل قوله: {ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون} [ القصص: 78] ومثل قوله: {ولا تسأل عن أصحاب الجحيم} [ البقرة: 119].وأخرج ابن مردوية عن عائشة رضي الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا يحاسب أحد يوم القيامة فيغفر له، ويرى المسلم عمله في قبره يقول الله: {فيومئذ لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جان}».وأخرج آدم وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في الشعب عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {فيومئذ لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جان} قال: لا تسأل الملائكة عن المجرم يعرفونهم بسيماهم.وأخرج هناد وعبد بن حميد عن الضحاك رضي الله عنه في قوله: {يعرف المجرمون بسيماهم} قال: بسواد وجوههم وزرقة عيونهم.وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه {يعرف المجرمون بسيماهم} قال: بسواد الوجوه وزرقة العيون.وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في البعث والنشور عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {فيؤخذ بالنواصي والأقدام} قال: تأخذ الزبانية بناصيته وقدميه، ويجمع فيكسر كما يكسر الحطب في التنور.وأخرج ابن المنذر عن الضحاك رضي الله عنه في قوله: {فيؤخذ بالنواصي والأقدام} قال: يأخذ الملك بناصية أحدهم فيقرنها إلى قدميه، ثم يكسر ظهره، ثم يلقيه في النار.وأخرج هناد في الزهد عن الضحاك رضي الله عنه في الآية قال: يجمع بين ناصيته وقدميه في سلسلة من وراء ظهره.وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن رجل من كندة قال: قلت لعائشة رضي الله عنها: أسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إنه يأتي عليه ساعة لا يملك لأحد شفاعة؟ قالت: نعم لقد سألته، فقال: نعم حين يوضع الصراط وحين تبيض وجوه وتسود وجوه، وعند الجسر حتى يشحذ حتى يكون مثل شفرة السيف، ويسجر حتى يكون مثل الجمرة، فأما المؤمن فيجيزه ولا يضره، وأما المنافق فينطلق حتى إذا كان في وسطه خز في قدميه يهوى بيديه إلى قدميه، فهل رأيت من رجل يسعى حافياً فيؤخذ بشوكة حتى تكاد تنفذ قدميه، فإنه كذلك يهوى بيديه إلى قدميه فيضربه الزباني بخطاف في ناصيته فيطرح في جهنم يهوي فيها خمسين عاماً، فقلت: أيثقل؟ قال: يثقل خمس خلفات، فيومئذ {يعرف المجرمون بسيماهم فيؤخذ بالنواصي والأقدام}».وأخرج ابن مردويه والضياء المقدسي في صفة النار عن أنس رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «والذي نفسي بيده لقد خلقت زبانية جهنم قبل أن تخلق جهنم بألف عام فهم كل يوم يزدادون قوة إلى قوتهم حتى يقبضوا من قبضوا عليه بالنواصي والأقدام».وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {وبين حميم آن} قال: الذي انتهى حره.وأخرج الطستي والطبراني عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له: أخبرني عن قوله: {حميم آن} قال: الآني الذي انتهى طبخه وحره، قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم أما سمعت نابغة بني ذبيان، وهو يقول: وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {وبين حميم آن} قال: قد آنى طبخه منذ خلق الله السموات والأرض.وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه {وبين حميم آن} قال: قد بلغ إناه.وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة رضي الله عنه {وبين حميم آن} قال: نار قد اشتد حرها.وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن سعيد بن جبير {وبين حميم آن} قال: النحاس انتهى حره. .تفسير الآيات (46- 55): {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ (46) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (47) ذَوَاتَا أَفْنَانٍ (48) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (49) فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ (50) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (51) فِيهِمَا مِنْ كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ (52) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (53) مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ (54) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (55)}أخرج ابن أبي حاتم عن ابن شوذب في قوله: {ولمن خاف مقام ربه جنتان} قال: نزلت في أبي بكر الصديق رضي الله عنه.وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن عطاء أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه ذكر ذات يوم وفكر في القيامة والموازين والجنة والنار وصفوف الملائكة وطيّ السموات ونسف الجبال وتكوير الشمس وانتثار الكواكب، فقال: وددت أني كنت خضراء من هذا الخضر تأتي عليّ بهيمة فتأكلني وأني لم أخلق، فنزلت هذه الآية {ولمن خاف ربه جنتان}.وأخرج ابن جرير عن ابن عباس {ولمن خاف ربه جنتان} قال: وعد الله المؤمنين الذين خافوا مقامه فأدوا فرائضه الجنة.وأخرج ابن جرير عن ابن عباس {ولمن خاف ربه جنتان} يقول: خاف ثم اتقى، والخائف من ركب طاعة الله وترك معصيته.وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وهناد وابن أبي الدنيا في التوبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {ولمن خاف مقام ربه جنتان} قال: هو الرجل يهم بالمعصية فيذكر مقامه فينزع عنها.وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه {ولمن خاف ربه جنتان} قال: من خاف مقام الله عليه.وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد مثله.وأخرج عبد بن حميد وابن أبي الدنيا والبيهقي في شعب الإِيمان عن مجاهد رضي الله عنه في الآية قال: الرجل يريد الذنب فيذكر الله فيدع الذنب.وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه {ولمن خاف ربه جنتان} قال: إن المؤمنين خافوا ذلك المقام فعملوا لله ودأبوا ونصبوا له بالليل والنهار.وأخرج ابن جرير عن إبراهيم {ولمن خاف مقام ربه جنتان} قال: إذا أراد أن يذنب أمسك مخافة الله.وأخرج عبد بن حميد عن ابن مسعود {ولمن خاف مقام ربه جنتان} قال: لمن خافه في الدنيا.وأخرج ابن أبي حاتم عن عطية بن قيس في قوله: {ولمن خاف مقام ربه جنتان} قال: نزلت في الذي قال: أحرقوني بالنار لعلي أضلّ الله، قال لنا بيوم وليلة بعد أن تكلم بهذا فقبل الله منه ذلك، وأدخله الجنة.وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وابن منيع والحكيم في نوادر الأصول والنسائي والبزار وأبو يعلى وابن جرير وابن أبي حاتم وابن المنذر والطبراني وابن مردويه عن أبي الدرداء «أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية {ولمن خاف مقام ربه جنتان} فقلت: وإن زنى وإن سرق يا رسول الله؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم الثانية {ولمن خاف مقام ربه جنتان} فقلت: وإن زنى وإن سرق؟ فقال الثالثة {ولمن خاف مقام ربه جنتان} فقلت: وإن زنى وإن سرق؟ قال: نعم وإن رغم أنف أبي الدرداء».وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة قال: «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {ولمن خاف مقام ربه جنتان} فقال أبو الدرداء: وإن زنى وإن سرق يا رسول الله؟ قال: وإن زنى وإن سرق، وإن رغم أنف أبي الدرداء»فكان أبو الدرداء يقص ويقول: {ولمن خاف مقام ربه جنتان} وإن رغم أنف أبي الدرداء.وأخرج الطبراني وابن مردويه من طريق الحريري عن أخيه قال: سمعت محمداً بن سعد يقرأ هذه الآية {ولمن خاف مقام ربه جنتان وإن زنى وإن سرق} فقلت: ليس فيه وإن زنى وإن سرق، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأها كذلك فأنا أقرأها كذلك حتى أموت.وأخرج ابن مردويه عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من شهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله دخل الجنة، ثم قرأ {ولمن خاف مقام ربه جنتان}».وأخرج ابن مردويه عن ابن شهاب قال: كنت عند هشام بن عبد الملك، فقال: قال أبو هريرة رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {ولمن خاف مقام ربه جنتان} فقال أبو هريرة رضي الله عنه: وإن زنى وإن سرق؟ فقلت: إنما كان ذلك قبل أن تنزل الفرائض، فلما نزلت الفرائض ذهب هذا.وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن يسار مولى لآل معاوية عن أبي الدرداء رضي الله عنه في قوله: {ولمن خاف مقام ربه جنتان} قال: قيل: يا أبا الدرداء وإن زنى وإن سرق؟ قال: من خاف مقام ربه لم يزن ولم يسرق.وأخرج الطيالسي وابن أبي شيبة وأحمد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجة وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في البعث عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «جنان الفردوس أربع: جنتان من ذهب حليتهما وآنيتهما وما فيهما، وجنتان من فضة حليتهما وآنيتهما وما فيهما، وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن».وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: «{ولمن خاف مقام ربه جنتان} وقوله: {ومن دونهما جنتان} قال: جنتان من ذهب للمقربين، وجنتان من ورق لأصحاب اليمين».وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في البعث عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه في قوله: {ولمن خاف مقام ربه جنتان} قال: جنتان من ذهب للسابقين، وجنتان من فضة للتابعين.وأخرج ابن مردويه عن عياض بن تميم أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم تلا {ولمن خاف مقام ربه جنتان} قال: بستانان عرض كل واحد منهما مسيرة مائة عام فيهما أشجار، وفرعهما ثابت، وشجرهما ثابت، وعرصتهما عظيمة، ونعيمهما عظيم وخيرهما دائم، ولذتهما قائمة وأنهارهما جارية وريحهما طيب، وبركتهما كثيرة، وحياتهما طويلة، وفاكتهما كثيرة.وأخرج البيهقي في شعب الإِيمان عن الحسن قال: كان شاب على عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه ملازم المسجد والعبادة فعشقته جارية فأتته في خلوة فكلمته فحدث نفسه بذلك فشهق شهقة فغشي عليه، فجاء عم له إلى بيته، فلما أفاق قال يا عم انطلق إلى عمر فأقرئه مني السلام وقل له: ما جزاء من خاف مقام ربه؟ فانطلق عمه فأخبر عمر، وقد شهق الفتى شهقة أخرى فمات منها، فوقف عليه عمر فقال: لك جنتان لك جنتان.أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {ذواتا أفنان} قال: ذواتا ألوان.وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير مثله.وأخرج هناد عن الضحاك مثله.وأخرج ابن جرير عن الضحاك في قوله: {ذواتا أفنان} يقول: ألوان من الفواكه.وأخرج ابن جرير عن مجاهد في قوله: {ذواتا أفنان} قال: ذواتا أغصان.وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس {ذواتا أفنان} قال: غصونهما يمس بعضها بعضاً.وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن ابن عباس {ذواتا أفنان} قال: الفتن الغصن.وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وأبو بكر بن حبان في الفنون وابن الأنباري في الوقف والابتداء عن عكرمة أنه سئل عن قول الله: {ذواتا أفنان} قال: ظل الأغصان على الحيطان، أما سمعت قول الشاعر؟وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة {ذواتا أفنان} قال: ذواتا فضل على ما سواهما.وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله: {فيهما كل فاكهة زوجان} قال: فيهما من كل الثمرات، قال: قال ابن عباس: فما في الدنيا ثمرة حلوة ولا مرة إلا وهي في الجنة حتى الحنظل.وأخرج ابن أبي شيبة عن عبدالله بن عمرو قال: العنقود أبعد من صنعاء.وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وعبدالله بن أحمد في زوائد الزهد وابن جرير وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في البعث عن ابن مسعود في قوله: {متكئين على فرش بطائنها من إستبرق} قال: أخبرتم بالبطائن فكيف بالظهائر.وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك قال: في قراءة عبدالله {متكئين على سرر وفرش بطائنها من رفرف من استبرق} والاستبرق لغة فارس يسمون الديباج الغليظ الاستبرق.وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس أنه قيل له {بطائنها من إستبرق} فما الظواهر؟ قال: ذاك مما قال الله: {فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين} [ السجدة: 17].وأخرج أبو نعيم في الحلية عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله: {بطائنها من إستبرق} قال: ظواهرها من نور جامد.وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في البعث عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {وجنى الجنتين دان} قال: جناها ثمرها، والداني القريب منك يناله القائم والقاعد.وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة {وجنى الجنتين دان} قال: ثمارها دانية لا يرد أيديهم عنها بعد ولا شوك. قال: وذكر لنا أنا نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: «والذي نفس محمد بيده لا يقطف رجل ثمرة من الجنة فتصل إلى فيه حتى يبدل الله مكانها خيراً منها».
|